بخطاياهم ، وأنّ آباءهم الأنبياء يشفعون لهم ، وأنّ الجنّة لا يدخلها إلّا
من كان هودا ، وأنّ النار لن تمسّهم إلّا أيّاما معدودة ، أو إلّا ما يقرءون قراءة
عارية عن معرفة المعنى وتدبّره ، وهو لا يناسب وصفهم بالأمّية.
(وَإِنْ هُمْ إِلَّا
يَظُنُّونَ) ما هم إلا قوم يظنّون لا علم لهم. وقد يطلق الظنّ بإزاء
العلم على كلّ رأي واعتقاد من غير قاطع ، وإن جزم به صاحبه ، كاعتقاد المقلّد
والزائغ عن الحقّ لشبهة.
وفي هذه الآية
دلالة على أنّ التقليد فيما طريقه العلم غير جائز ، وأنّ الحجّة بالكتاب قائمة على
جميع الخلق ، وإن لم يكونوا عالمين إذا تمكّنوا من العلم به ، وأنّ من الواجب أن
يكون التعويل على معرفة معاني الكتاب لا على مجرّد تلاوته.