قال المفسّرون [١] : حكم هذه
الآية مختصّ باليهود ، لأنّهم قالوا : نحن أولاد الأنبياء وآباؤنا يشفعون لنا ،
فأقنطهم الله عن ذلك. ويدلّ على ذلك أنّ الامّة أجمعت على أنّ للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شفاعة مقبولة وإن اختلفوا في كيفيّتها ، فعندنا هي
مختصّة بدفع المضارّ وإسقاط العقاب عن مستحقّيه من مذنبي المؤمنين. وقالت المعتزلة
: هي في زيادة المنافع للمطيعين والتائبين دون العاصين.
وهي ثابتة
عندنا للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والأئمّة من أهل بيته الطاهرين ، ولصالحي المؤمنين ،
وينجّي الله تعالى بشفاعتهم كثيرا من الخاطئين. ويؤيّده الحديث المتواتر عند
الامّة المرحومة من الموافق والمخالف أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من امّتي» ، وما جاء
في روايات أصحابنا رضوان الله عليهم مرفوعا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «إنّي أشفع يوم القيامة فاشفّع ، ويشفع عليّ
فيشفّع ، ويشفع أهل بيتي فيشفّعون ، وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من
إخوانه كلّ قد استوجب النار».