ثمّ أمرهم الله
بفروع الإسلام بعد ما أمرهم بأصوله ، فقال : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أدّوها بأركانها (وَآتُوا الزَّكاةَ) أعطوا الزكاة المفروضة ، يعني : صلاة المسلمين وزكاتهم
، فإنّ غيرهما كلا صلاة ولا زكاة. وهذا دليل على أنّ الكفّار مخاطبون بها.
والزكاة من :
زكا الزرع ، إذا نما ، فإنّ إخراجها يستجلب بركة في المال ، ويثمر للنفس فضيلة
الكرم. أو من الزكاء بمعنى الطهارة ، فإنّها تطهّر المال عن الخبث والنفس عن
البخل.
(وَارْكَعُوا مَعَ
الرَّاكِعِينَ) من المسلمين ، لأنّ اليهود لا ركوع في صلاتهم ، أو
المراد به صلاة الجماعة ، فكأنّه قال : وأقيموا الصلاة وصلّوها مع المصلّين لا
منفردين ، فإنّ صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ [٢] بسبع وعشرين درجة. وقيل : الركوع الخضوع والانقياد لما
يلزمهم الشارع.
ثمّ وبّخهم على
وجه التقرير والتعجيب فقال : (أَتَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبِرِّ) البرّ التوسّع في الخير ، ومنه البرّ وهو الفضاء
الواسع. ويتناول كلّ خير ، ولذلك قيل : البرّ