responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 129

الأرض.

(بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) حال استغني فيها عن الواو بالضمير. والمعنى : متعادين يبغي بعضكم على بعض بتضليله ، يعني : آدم وذرّيّته وإبليس وذرّيّته. ولم يكن من آدم إليه ما يوجب عداوته إيّاه ، ولكن حسده الملعون وخالفه ، فنشأت بينهما العداوة ، فعداوة آدم له إيمان وعداوة إبليس له كفر. وأمّا على الوجه الّذي يتضمّن أن الخطاب يختصّ بآدم وحوّاء ، فالمراد منه أنّ ذرّيّتهما يعادي بعضهم بعضا. وعلّق الخطاب بهما للتلازم بين الذرّيّة وبين أصلها.

(وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) موضع استقرار ، أو استقرار (وَمَتاعٌ) تمتّع بالعيش (إِلى حِينٍ). يريد به وقت الموت أو القيامة. قال السّراج : لو قيل : لكم في الأرض مستقرّ ومتاع ، لظنّ أنّ ذلك غير منقطع ، فقيل : إلى حين ، أي : إلى حين انقطاعه.

وفي الآية دلالة على أنّ الله تعالى لا يريد المعصية ، ولا يصدّ أحدا عن الطاعة ، ولا يخرجه عنها ، ولا يرضى بالمعصية ، ولا يحدثها في المكلّف ، لأنّه نسب ذلك إلى الشيطان ، جلّ ربّنا وتقدّس عمّا نسبه إلى إبليس والشياطين ، ويدلّ أيضا على أنّ لوسوسة إبليس تأثيرا في المعاصي.

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها. وقرأ ابن كثير بنصب «آدم» ورفع «كلمات» على أنّها استقبلته وبلغته. وأصل الكلمة الكلم ، وهو التأثير المدرك بإحدى الحاسّتين السمع والبصر ، كالكلام والجراحة.

وهي قوله تعالى : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) [١]. وقيل : سبحانك اللهمّ وبحمدك ، وتبارك اسمك وتعالى جدّك ، لا إله


[١] الأعراف : ٢٣.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست