ثمّ بيّن لهم
بعض الحكم والمصالح في خلق الخليفة في الأرض بقوله : (وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْماءَ كُلَّها) بخلق علم ضروريّ بها فيه. والتعليم فعل يترتّب عليه
العلم غالبا ، ولذلك يقال : علّمته فلم يتعلّم. و «الأسماء» في تقدير : أسماء
المسمّيات ، فحذف المضاف إليه ، لكونه معلوما مدلولا عليه بذكر الأسماء ، لأنّ
الاسم لا بدّ له من مسمّى ، وعوّض منه اللام كقوله : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ)[١]. وليس التقدير : وعلّم آدم مسمّيات الأسماء ، فيكون
حذفا للمضاف ، لأنّ التعليم تعلّق بالأسماء لا بالمسمّيات ، لقوله : (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ أَنْبِئْهُمْ
بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) فكما علّق الإنباء بالأسماء لا بالمسمّيات ، ولم يقل :
أنبئوني بهؤلاء وأنبئهم بهم ، وجب تعليق التعليم بها.
ومعنى تعليم
أسماء المسمّيات أنّه أراه الأجناس الّتي خلقها ، وعلّمه أنّ هذا اسمه فرس وهذا
اسمه كذا ، وعلّمه أحوالها وما يتعلّق بها من المنافع الدينيّة والدنيويّة. وعن
ابن عبّاس ومجاهد وسعيد بن جبير وأكثر المتأخّرين علّمه جميع