المقالة تسمى «القرامطة[1]» و إنما سميت بهذا برئيس لهم من اهل
السواد من الأنباط كان يلقب «قرمطويه» كانوا فى الأصل على
مقالة المباركية ثم خالفوهم فقالوا: لا يكون بعد محمد النبي صلى اللّه عليه و آله
إلا سبعة أئمة «عليبن أبي طالب» و هو إمام رسول و (الحسن)
و (الحسين) و (علي بن الحسين) و (محمد بن علي) و (جعفر بن محمد) و (محمد بن
اسماعيل بن جعفر) و هو الامام القائم المهدي و هو رسول، و زعموا أن النبي صلى
اللّه عليه و آله انقطعت عنه الرسالة في حياته في اليوم الذي أمر فيه بنصب علي بن
ابي طالب عليه السلام للناس بغدير خم فصارت الرسالة في ذلك اليوم في علي بن
[1] قال ابن الجوزي في كتابه (تلبيس
ابليس) ص 110 [للمؤرخين في سبب تسميتهم بهذا قولان احدهما أن رجلا من ناحية
خوزستان قدم سواد الكوفة فأظهر الزهد.
و دعا إلى امام من اهل بيت الرسول (ص) و نزل على رجل يقال له
(كرميتة) لقب بهذا لحمرة عينيه و هو بالنبطية حاد العين فأخذه امير تلك الناحية
فحبسه و ترك مفتاح البيت تحت رأسه و نام فرقت له جارية فأخذت المفتاح ففتحت البيت
و أخرجه و ردت المفتاح إلى مكانه فلما طلب فلم يوجد فزاد افتتان الناس به فخرج إلى
الشام فسمي (كرميتة) باسم الذي كان نازلا عليه ثم خفف فقيل قرمط ثم توارث مكانه
اهله و أولاده. و الثاني أن القوم قد لقبوا بهذا نسبة إلى رجل يقال له حمدان قرمط
كان احد دعاتهم في الابتداء فاستجاب له جماعة فسموا القرامطة و قرمطية و كان هذا
الرجل من اهل الكوفة و كان يميل إلى الزهد] انتهى. قيل انما عرف حمدان هذا بقرمط
من اجل قصر قامته و قصر رجليه و تقارب خطوه و كان يقال له صاحب الخال و المدثر و
المطوق و كان ابتداء أمره في سنة 264 و حيث كان ظهوره بسواد الكوفة اشتهر مذهبه
بالعراق ثم قام بالبحرين منهم ابو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي من اهل جنابة و ذلك
في سنة 288 قتله خادمه في الحمام بهجر سنة 301 و ولي الأمر بعده ابنه ابو طاهر
سليمان فقوي امره إلى أن مات بالجدري في هجر سنة 332