لأن اباه أشار إليه بالامامة بعده و قلدهم ذلك له و أخبرهم أنه صاحبه
و الامام لا يقول إلا الحق فلما ظهر موته علمنا أنه قد صدق و أنه القائم و أنه لم
يمت، و هذه الفرقة هي «الاسماعيلية» الخالصة و أم
اسماعيل و عبد اللّه ابني جعفر بن محمد عليه السلام فاطمة بنت الحسين بن الحسن ابن
علي بن أبي طالب عليه السلام و أمها أم حبيب بنت عمر بن علي بن أبي طالب عليه
السلام و أمها اسماء بنت عقيل ابن ابى طالب عليهم السلام
[القائلون بامامة محمد بن إسماعيل بن
جعفر]
«وفرقة» ثالثة زعمت
أن الامام بعد جعفر بن محمد «محمدبن [1]اسماعيل بن جعفر» و أمه أم ولد و قالوا أن الأمر كان لاسماعيل في
حياة ابيه فلما توفي قبل ابيه جعل جعفر بن محمد الأمر لمحمد بن إسماعيل و كان الحق
له و لا يجوز غير ذلك لأنها لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد الحسن و الحسين عليهما
السلام و لا تكون إلا في الأعقاب و لم يكن لأخوي إسماعيل عبد اللّه و موسى فى
الامامة حق كما لم يكن لمحمد بن
[1] محمد بن اسماعيل هذا هو الذي سأل
الامام أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أن يأذن له في الخروج إلى العراق و أن
يرضى عنه و يوصيه بوصية فأذن له الامام و كان مما أوصاه أن قال له اوصيك أن تتقى
اللّه في دمي اوصاه بذلك مرتين و دفع له ثلاث صرر كل صرة فيها مائة و خمسون دينارا
ثم اعطاه الفا و خمسمائة درهم فلما وصل إلى العراق دخل على هارون الرشيد فقال له
يا أمير المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج و أنت
بالعراق يجبى لك الخراج فقال و اللّه فقال و اللّه فأمر الخليفة له بمائة الف درهم
فلما قبضها و حملت إلى منزله اخذته الريح في جوف ليلته فمات و حول من الغد المال
الذي حمل إليه انظر الكشي و غيره