آخرون قتله الجن فاحتجوا بالشعر المعروف و في روايتهم أن الجن قالت
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده
و
رميناه بسهمين فلم نخطي فؤاده
و هذا قول فيه بعد النظر الخ لأنه ليس في التعارف أن الجن ترمي بني
آدم بالسهام فتقتلهم، فصار مع ابي بكر السواد الأعظم و الجمهور الأكثر فلبثوا معه
و مع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما، و قد [1]كانت فرقة اعتزلت عن أبي بكر فقالت لا نؤدي الزكاة إليه حتى يصح
عندنا
[2]لمن الأمر و من استخلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بعد و نقسم
الزكاة بين فقرائنا و أهل الحاجة منا، و ارتد قوم فرجعوا عن الاسلام و دعت بنو
حنيفة إلى نبوة مسيلمة و قد كان ادعى النبوة في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه و
آله فبعث ابو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي فقاتلهم
و قتل مسيلمة و قتل من قتل و رجع [3]من
رجع منهم إلى أبي بكر فسموا أهل الردة و لم يزل هؤلاء جميعا على أمر واحد حتى
نقموا على عثمان بن عفان امورا أحدثها و صاروا [4]بين خاذل و قاتل إلا خاصة أهل بيته و قليلا من غيرهم حتى قتل، فلما
قتل بايع الناس عليا عليه السلام فسموا الجماعة ثم افترقوا بعد ذلك [5]فصاروا ثلاث
[1] و امتنعت فرقة من اعطاء الزكاة
إليهما فقالت لا نؤدي الزكاة الخ- نسخة-