و لما بلغ عبد اللّه بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو
جئتنا بدماغه في سبعين صرة و أقمت على قتله سبعين عدلا لعلمنا أنه لم يمت و لم
يقتل و لا يموت حتى يملك الأرض.
[الكيسانية]
«وفرقة» قالت بامامة
محمد بن الحنفية لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون اخويه فسموا «الكيسانية» و إنما سموا بذلك
لأن المختار بن ابي عبيد الثقفي كان رئيسهم [1]و كان يلقب كيسان و هو الذي طلب بدم الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما
و ثأره حتى قتل من قتلته و غيرهم من قتل و ادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك و
أنه الامام بعد ابيه، و إنما لقب المختار كيسان لأن صاحب شرطته المكنى بابي عمرة
كان اسمه كيسان و كان أفرط في القول و الفعل و القتل من المختار جدا و كان يقول أن
محمد بن الحنفية وصي علي بن ابي طالب و أنه الامام و أن المختار قيمه و عامله و
يكفر من تقدم عليا و يكفر أهل صفين و الجمل و كان يزعم أن جبرئيل عليه السلام يأتي
المختار بالوحي من عند اللّه عز و جل فيخبره و لا يراه، و روى بعضهم أنه سمي
بكيسان مولى علي بن ابي طالب
[1] الذي انعقد عليه اتفاق الامامية صحة
عقيدة المختار كما هو مذكور في كتبهم الرجالية و التأريخية و كتب الحديث و ما نبز
به من القذائف فهو مفتعل عليه وضعته اعداؤه تشويها لسمعته و قد دعا له الامام
السجاد علي بن الحسين عليه السلام و شكره الامام الباقر عليه السلام على صنيعه و
اطراه و ترحم عليه هو و ابنه الصادق عليه السلام و تواتر الثناء عليه و الذب عنه
عن علماء الشيعة و لم يغمزه إلا اشذاذ لم يقفوا على حقيقة حاله فلا يؤبه بهم و لم
يثبت عنه قول الكيسانية قط: قتل في الكوفة سنة 67