و قال «ابراهيمالنظام [1]» و من قال بقوله: الامامة تصلح لكل من كان قائما بالكتاب و السنة لقول
اللّه عز و جلإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقاكُمْ
(49: 13) و زعموا أن الناس لا يجب عليهم فرض الامامة إذا هم أطاعوا اللّه و
أصلحوا سرائرهم و علانيتهم فانهم لن يكونوا كذا إلا و علم الامام قائم باضطرار
يعرفون عينه فعليهم اتباعه و لن يجوز أن يكلفهم اللّه عز و جل معرفته و لم يضع
عندهم علمه فيكلفهم المحال،
و قالوا في عقد المسلمين الامامة لأبي بكر أنهم قد أصابوا [2]في ذلك و أنه كان أصلحهم في ذلك الوقت بالقياس و الخبر، أما القياس
فانه لما وجد أن الانسان لا يعمد إلى الذل لرجل و لا يتابعه فى كل ما قال إلا من
ثلاث طرق إما أن يكون رجلا له عشيرة تعينه على استعباد الناس او رجلا عنده مال
فيذل الناس له لماله او دين [3]برز [4]فيه على الناس، فلما وجدنا أبا بكر أقلهم عشيرة و أفقرهم علمنا أنه
انما قدم للدين،
و اما الخبر فاجتماع الناس عليه و رضاهم بامامته و قد قال النبي صلى
اللّه
[1] هو ابو اسحاق ابراهيم بن سيار بن
هاني البصري من أئمة المعتزلة انفرد بآراء خاصة تابعه فيها فرقة من المعتزلة سميت
النظامية نسبة إليه ولد سنة 185 و توفى سنة 221