يقال له «نفيس» و كان ثقة أمينا
عنده و دفع إليه الكتب و العلوم و السلاح و ما تحتاج إليه الأمة و اوصاه إذا حدث
بأبيه حدث الموت يؤدي ذلك كله إلى اخيه جعفر و لم يطلع على ذلك احدا غير ابيه و
إنما فعل ذلك لتقل التهمة و لا يعلم به و قبض ابو جعفر فلما علم اهل داره و
المائلون إلى ابي محمد الحسن بن علي (ع) قصته و أحسوا بامره حسدوه و نصبوا له و
بغوه الغوائل فلما احس بذلك منهم و خاف على نفسه و خشي أن تبطل الامامة و تذهب
الوصية دعا جعفرا و اوصى إليه و دفع إليه جميع ما استودعه ابو جعفر محمد بن علي
اخوه الميت في حياة ابيه و دفع إليه الوصية على نحو ما أمره و كذلك فعل الحسين بن
علي بن ابي طالب عليه السلام لما خرج إلى الكوفة دفع كتبه و الوصية و ما كان عنده
من السلاح و غيره إلى أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه و آله و استودعها ذلك كله
و أمرها أن تدفعه إلى علي بن الحسين الأصغر إذا رجع إلى المدينة فلما انصرف علي بن
الحسين من الشام إليها دفعت إليه جميع ذلك و سلمته له فهذا بتلك المنزلة في
الامامة لجعفر بوصية «نفيس»
إليه عن محمد اخيه، و انكروا إمامة الحسن عليه السلام فقالوا: لم يوص
ابوه إليه و لا غير
[1]وصيته إلى محمد ابنه و هذا عندهم صحيح فقالوا بامامة جعفر من هذا
الوجه و ناظروا عليها، و هذه الفرقة تتقول على ابي محمد الحسن بن