يسرنا جدا وجود مؤلف في فرق الشيعة و زعمائها و مقالاتها و آرائها
منذ عصر الامام علي بن ابي طالب عليه السّلام حتى القرن الثالث الهجري بقلم علامة
نحرير بحاثة ثقة خبير بعلوم الأوائل و آراء المذاهب و الفرق مثل الشيخ ابي محمد
الحسن ابن موسى النوبختي، غير أن من المؤسف جدا حرمان اهل العلم من الكتب الأخرى
التي الفها هذا الشيخ و ذكرنا اسماءها آنفا فلا نسمع عنها خبرا و لا نرى عينا او
أثرا، اجل إن تأليفه الموسوم بفرق الشيعة رأينا منه نسخا متعددة و اختصرت لنفسي
النسخة التي وجدتها في خزانة شيخي المحدث النوري (محمد حسين) المتوفى سنة 1320 و
كانت عند ابن حزم الظاهري نسخة من هذا الكتاب و قال فيه سيدنا الحسن [1] «ثمصنف فيه كتاب الآراء و الديانات و كتاب
الفرق الفيلسوف المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة الحسن بن موسى النوبختي
و هو مقدم على كل من صنف في ذلك كأبي منصور عبد القادر بن طاهر البغدادي المتوفى
سنة 429، إلى أن قال: و لا اعرف من تقدم على هؤلاء في ذلك غير الكلبي و الحسن بن
موسى النوبختي و قد نص ابن النديم و النجاشي و غيرهما على تصنيفهما في ذلك في
ترجمتهما عند سرد فهرست مصنفاتهما و كتاب الفرق موجود عندنا نسخة منه و هو في فرق
الشيعة». اقول أن الفرق المذكورة في هذا الكتاب قد
[1] في كتابه الشيعة و فنون الاسلام ص 57
عند ذكره فن الملل و النحل