نام کتاب : خطى متعثّرة على طريق تجديد النحو العربي نویسنده : عفيف دمشقيّة جلد : 1 صفحه : 24
وعلى الرغم من
تحفظاتنا على أسلوب النداء وضرورة إعادة النظر فيه [١] ، وإيماننا بأن المنادى في مثل «يا أيها الناس» هو كلمة
«الناس» بالذات ، وبأن طبيعة اللغة شاءت بلوغه عن طريق «أيّها» [٢] ، إذ لا يعرف أنه ولي حرف النداء في الاستعمال منادى
معرّف بالألف واللام من غير أن يؤتى بها ، إلّا في قولهم «يا الله» ، بوصل الهمزة
وقطعها [٣] ، فأنه لا يمكننا موافقة الأخفش على موصولية «أيّ»
لسببين :
الأول ـ أن
الاسم الموصول مبهم بطبيعته ، لأنه لا يخصّ مسمى دون آخر. وأنت حين قلت «يا أيها
الناس» توجّهت إلى جماعة بعينهم ـ في حال مخاطبتهم المباشرة ، كما في الاحتفالات
والمواقف
[١] راجع في ذلك
الفصل المتعلق بدراسة الجملة من كتابنا «المنطلقات التأسيسية والفنية إلى النحو
العربي».
[٢] ليس من داع في
رأينا لاعتبار «الهاء» للتنبيه ، لأن حرف النداء نفسه يتضمنه ، ولأنه لا يمكن أن
يكون نداء بلا تنبيه.
[٣] جاء في هذا أنه
جاز نداء هذا الاسم وفيه الالف واللام لأنهما لزمتاه ، إذ كانتا عوضا من همزة «إله»
في الأصل ، فلما جاز ان تقول «يا إله» ، جاز ان تقول «يا الله». ابن الخشاب ،
المرتجل ، ص ١٩٥.
نام کتاب : خطى متعثّرة على طريق تجديد النحو العربي نویسنده : عفيف دمشقيّة جلد : 1 صفحه : 24