نام کتاب : خطى متعثّرة على طريق تجديد النحو العربي نویسنده : عفيف دمشقيّة جلد : 1 صفحه : 140
الماضي مطلقا [١]. وعلى هذا الأساس غدا من الجائز القول مثلا (زيد ناصح
عمرا أمس) ، الأمر الذي لا يقرّه الاستعمال اللغوي.
ونميل الى الظن
بأنه فات الكسائي ـ كما فات البصريين قبله ـ ان اسم الفاعل «المنوّن» يعمل النصب
دائما ، وأنه في اساسه غير محدّد بزمن لأن فيه معنى الاستمرار والاستغراق (لا
يفوتنا ان نشير الى أن الفراء الكوفي قسم الافعال في العربية الى : ماض ، ومضارع ،
ودائم ، وهذا الاخير يعني به اسم الفاعل) ، وان الذي يقرر «زمنيته» هو اطار
العبارة التي تتضمنه ، لا هو بالذات. فـ «باسط» في الآية لا يعني «يبسط» على اساس
حكاية الحال الماضية بدليل المضارع «نقلّبهم» ، كما حلا للبصريين أن يقرروا ،
وانما هو يمثل حالا في زمن تمثّل الصورة في ذهن المخاطب ، اي الزمن الحاضر. وقد
كان على البصريين ان يدركوا ان المضارع «تحسب» هو الذي جعل الصورة تمثل في ذهن
المخاطب وكأن وقعائها تجري في الزمن الحاضر ، على الرغم من كون الخبر خاصا بزمن
مضى وغير ، وان اسم الفاعل ـ وهو جزء من اجزاء الصورة ـ قد