فأمّا يحيى بن عمر
، فيكنّى أبا الحسين ، وامّه أمّ الحسين الجعفريّة ، وهو صاحب شاهي قرية بسواد
الكوفة قتل بها أيّام المستعين ، وكان فارسا قويّا حسن الوجه [١] ، أخوه لامّه أبو القاسم علي بن محمّد الصوفي بن يحيى بن عبد الله بن محمّد
بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
وكان يحيى ينزل
الكوفة ، وربّما نزل بغداد فأحبّه أهل بغداد حبّا شديدا ، وكذلك أهل الكوفة ،
فلمّا أبدى صفحته رحمهالله سارت إليه جيوش السلطان ، وقتل بشاهي بعد أن ابلي ، وخذله
أصحابه على قلّة كانت فيهم ، جاءوا برأسه إلى بغداد ، فكذب الناس بذلك وقالوا : «ما
قتل وما فرّ ولكن دخل البرّ» فاستحضر السلطان أخاه العمري وكان ورعا ثقة ، فقال :
هذا رأس أخيك ، فبكى وقال : نعم ، وقال : فاشهد عند الناس لتنطفئ الفتنة ، فشهد
بذلك عند الناس ، فحينئذ رثاه الشعراء وأقيمت عليه المآتم.
فممّن رثاه أبو
الحسن علي بن العبّاس بن جريح الرومي الشاعر بالجيميّة الشهيرة ، وجلس ابن طاهر
الملقّب بالصبغة [٢] للهناء ، فدخل عليه آل أبي طالب ، فقال له الحمّاني :
أيّها الأمير اريد أن أساررك [٣] بشيء ، فقال : ادن ، فدنا وقال له :
يعزّ عليّ أن
ألقاك إلاّ
وفيما بيننا حدّ
الحسام
[١] أضف إلى ذلك أنّه
رضوان الله عليه كان شاهرا ، وروى المرزبانى قطعة من شعره في معجم الشعراء ص ٥٠١.
[٢] كذا صريحا وواضحا
في الأساس وفي ر ـ أمّا في ك وخ وش (بالضبعة) بالضاد المعجمة والباء الموحّدة
التحتانيّة والعين المهملة ، وهو الصحيح. وراجع التعليقات.