وعادت كما كانت إلى
المسورة . فتحير الجميع ونهض أبوالحسن علي بن محمد ، فقال له المتوكل :
سألتك إلا جلست ورددته . فقال : والله لا تراه بعدها ، أتسلط أعداء الله
على أولياء الله ! وخرج من عنده ، فلم يُرَ الرجل بعد ذلك » . «
الثاقب ٤٩٩ » .
وفي
رواية أنه قال للمتوكل : « إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم ، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل » !
ويظهر
أن هذا النوع من الشعبذة كان معروفاً في الهند والعراق مما ورثه البابليون عن هاروت وماروت ، فقد استعمله المنصور مع الصادق عليهالسلام
والرشيد مع الكاظم عليهالسلام . راجع : الإمام الكاظم
سيد بغداد / ٢١٢
.
١٨.
وعُلِّمْنَا منطقَ الطير :
في
الخرائج « ١ / ٤٠٤ » :
« قال أبوهاشم الجعفري : إنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في
حيطانه ، قد جعل فيها الطيور التي تصوت ، فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك
المجلس فلا يَسمع ما يقال له ، ولا يُسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك
الطيور ، فإذا وافاه علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام سكتت الطيور فلا يُسمع منها صوتٌ واحد إلى أن يخرج من عنده ، فإذا خرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها .
قال
: وكان عنده عدة من القوابج في الحيطان ، وكان يجلس في مجلس له عالٍ ويرسل
تلك القوابج تقتتل وهو ينظر إليها ويضحك منها ، فإذا وافى علي بن محمد عليهماالسلام إليه في ذلك المجلس
، لصقت تلك القوابج بالحيطان ، فلا تتحرك من مواضعها حتى ينصرف ، فإذا انصرف عادت في القتال » .