[١] تعد معركة احد ، تجربة
هامة وقاسية في مسيرة الرسالة ، فقد تعرض المسلمون لخسارة كبيرة ، وخسروا عدداً من
الصحابة الاجلاء امثال حمزة عم الرسول ، ومصعب بن عمير ، وفرّ جماعة من الصحابة من
المعركة ، وتركوا الرسول في خطر ، وقد أظهر الامام علي عليهالسلام شجاعة نادرة
وإخلاصاً منقطع النظير للرسول والرسالة ، حيث حال دون وصول المشركين الى الرسول صلىاللهعليهوآله ومع ثلة قليلة امثال
ابي جُجانة الانصاري ، وكان سبب هذا التدهور العسكري عدم التزام جماعة من جيش
المسلمين بقرارات الرسول ، واستعجلوا الامور واغرتهم الغنائم ، وكان خالد بن
الوليد ، ينتظر مثل هذه اللحظة ، فقام بحركة التفاف على جيش المسلمين من المؤخرة ،
وتغيرت كفة الحرب لصالح قريش حتى انه جرح رسول الله صلىاللهعليهوآله
وشاع في المعركة ان الرسول قد قُتل قنزل قوله تعالى : (وما محمد الا رسول قد خلت من قبلهِ
الرسلُ أفأن قُتلَ انقلبتُم على أعقابكُم ومن يقلِب على عقبيهِ فلن يضرَّ الله
شيئاً وسيجزي الله الشاكرينَ ...)
آل عمران : ١٤٤.
وكانت معركة احد درساً قاسياً للمسلمين
واختباراً لايمانهم وطاعتهم للرسول والرسالة.
بعد معركة احد توجه الرسول صلىاللهعليهوآله الى بناء الامة
وتعليمها الاحكام والقوانين الاسلامية فشرعت احكام الخمس وغيره من الاحكام الشرعية
الفرعية.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 65