[١] بعد إغتيال
الامام الجواد عليه السالم سمّاً بأمر المعتصم العباسي بقي الامام الهادي عليهالسلام في المدينة المنورة
، وقد حاول المعتصم آنذاك بمراقبته عن طريق واليه هناك ، حتى هلك المعتصم وطيلة
حكم الواثق بعده ، كان الامام الهادي عليهالسلام
ينشر مبادئه هناك ويربّي شيعته وأصحابه حتى ولي المتوكل ، حينئذ بدات رسائل ولاته
، ومرتزقته ، تتوالى بخطورة وجود الامام الهادي عليهالسلام
بالمدينة وإلتفاف الناس حوله ، ممّا دعاه الى استقدامه الى بغداد ، ثم الى سامراء
لغرض وضعه تحت الرقابة الشديدة ، وقد فعل ذلك عن طريق رسالة خادعة يستميل فيها
الامام بالقدوم الى سامراء ليوفيه حقه من التقدير والاجلال ، وقد أوكل هذه المهمة
الى قائده يحيى بن هرثمة ، مستخدماً الرفق واللين خوفاً من غضب الناس ، ورفض أهل
المدينة لعظم شأن الامام هناك ، وقد عمد هذا القائدد أولاً الى تفتيش بيت الامام
مباغتةً ، وكبس داره ، لكن مساعيه خابت بالفشل بعد أن وجد في داره بالمدينة كتباً
في الادعية والقرآن الكريم ، وعند وصول الامام الى سامراء أستخفّ المتوكل بمقامه
بأن يجعل مبيته في خان الصعاليك ومن ثم وضعه تحت الاقامة الجبيرة ، وممارسة العذاب
والتضييق عليه ، من إستدعاء يومي له ، أو كثرة تفتيش بيته وإرعاب أهله.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 647