[١] بعد استشهاد
الامام الجواد عليهالسلام
عن عمر قصير حيث كان عمره الشريف ٢٥ سنة مسموماً على يد المعتصم العباسي ، عمّ
الأمة الاسلامية آنذاك الحزن والأسى على فقدانه ، وكان عمر الامام الهادي عليهالسلام ثمان سنوات حينما
قام بأعباء الامامة ، وكان آنذاك في المدينة حيث سار بسيرة والده الجواد من
التصدّي لشؤونها ما يترتب على الامام من الاضطلاع بمسؤوليتها ، ومنها نشر الاحكام
الاسلامية ، والدفاع عن بيضة الدين والمذهب ، ورواية الحديث ، وبناء الجماعة
الصالحة وغير ذلك.
وتُشير المصادر الى أن الامام الهادي عليهالسلام بدأ ينمّي حركة الوعي السياسي
والايماني ، ويستقطب الناس من حوله ، ويمارس دور التربية والتوجيه عن طريق نشر
الوعي الاسلامي والمعرفة الصحيحة ، والتعريف بمباديء الاسلام في الحكم والاجتماع
والسياسة ، ومن هذا المنطق أخذ يربّي جيلاً من العلماء والرواة على أُسسٍ متينة من
العلم ، والتقوى ، والورع ، والثبات على الحق.
وهكذا أصبح الامام الهادي عليهالسلام مرجعاً لأهل العلم ، والفقه ، والتشريع
في عصره ، بحيث أحصى الشيخ الطوسي في كتابه «الرجال» أكثر من ١٨٥ تلميذاً ورواية
رووا عن الامام الهادي عليهالسلام.
سأكتفي بترجمة موجزة لأشهر اثنين ممن
ورد ذكرهم ضمن هذه الملحمة المباركة.
[١] السيد عبد العظيم بن عبد الله بن علي
بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهالسلام
وهو من أكابر المحدّثين والعلماء والزهّاد ، صاحب ورع وتقوى ، ومن
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 636