[١] رغم قصر المدة
التي قضاها الامام الجواد عليهالسلام
مع ولده الهادي عليهالسلام
والتي إمتدتْ سنتين بعد ولادته ، وسنتين بعد رجوعه ثانية الى المدينة ، كان الامام
الجواد عليهالسلام
يحرص خلال هذه المدة على إعداد ولده الهادي للامامة العامة ، فأخذ يزقّهُ من
العلوم والمعارف ، وما ورثه من آبائه وأجداده من مكارم الاخلاق ، إضافة الى حرصه
الشديد على التنويه بالنص عليه من بعده بين أوساط شيعته وجماهير الامة.
ذكرنا فيما سبق خوف الطغاة من وجود
الائمة عليهمالسلام
على طول العصور ، وما يشكله هذا الوجود من تهديد لسلطتهم ، وذكرنا كذلك كيف كان
يخشى طاغية بني العباس «المعتصم» من وجود الامام الجواد عليهالسلام في المدينة ، وما يشكله من تهديد
لسلطته هناك ممّا دعاه الى استقدامه الى بغداد ، حيث سامه بأنواع الظلم والبلاء من
تهوين ومراقبة ، حتى دسّ إليه السمّ كعادة من سبقه من طغاة بني العباس ، وذلك في
أواخر ذي القعدة من عام ٢٢٠ هـ ودفن جنب جده موسى الكاظم عليهالسلام في مقابر قريش ، تاركاً ولده الهادي عليهالسلام في المدينة ليعاني هو الآخر من ظلم
هؤلاء الطغاة ومن ياتي بعدهم.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 633