[١] لعلَّ من أخس
إعمال المعتصم العباسي هو الميل الى أخواله الاتراك وجلبهم الى بغداد وتسليطهم على
العرب والفرس ، حتى عاثوا هناك فساداً ، وقد بلغ عدد الاتراك في زمانه سبعين الف ،
وتؤكد مصادر التاريخ انه قد صرف عليهم من الاموال الضياع وان تكوين جيش منهم أضاع
الشيء الكثير من خزانة الدولة ، ممّا أثر آنذاك على الوضع الاقتصادي للدولة نتيجة
هذا التبذير.
في سنة ٢٢٠ هـ تحول المعتصم من بغداد
حيث بنى سامراء ، وذلك لانه إعتنى بأقتناء الاتراك ، حيث بعث الى سمرقند وبعض
النواحي في شرائهم ، وبذل فيهم الاموال وألبسهم ماطق الذهب ، فكانوا يطردون خيله
في بغداد ويؤذون الناس الى ان ضاقت بهم البلد ، وشكى الناس ذلك الى المعتصم
وهددّوه باللجوء الى الله سبحانه بالدعاء عليه فكان ذلك سبب بنائه سامراء وتحولّه
اليها. تاريخ الخلفاء / ٣٣٥.
وبلغت غلمانه من الاتراك بضعة عشر الف ،
وكان يتشبّه بهم في مشيه. نفس المصدر.
وكان شاعر اهل البيت عليهمالسلام دعبل الخزاعي قد هجاه لاجل ذلك ولما
خاف بطشه هرب الى مصر اولاً ثم الى المغرب ، ومما هجاه به :
ملوك
بني العباس في الكتب سبعة
ولم
تأتنا في ثامن منهم الكتبُ
كذلك
أهل الكهف في الكهف سبعة
غداة
ثووا فيها وثامنهم كلبُ
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 612