[١] إن قضية تشبيه
الائمة عليهمالسلام
في أخلاقهم وبعض صفاتهم بنخبة معينة من الانبياء عليهمالسلام
ليستْ بالامر الجديد في حياة الامام الجواد عليهالسلام.
وتذكر المصادر التاريخية ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «مِنْ أراد أن
ينظر الى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى ابراهيم في حلمه والى موسى في هيبته
والى عيسى في عبادته فلينظر الى علي بن ابي طالب».
وهكذا بعض الائمة في احوالهم كالامام
الحسين عليهالسلام
وشبهه بنبي الله يحيى عليهالسلام
وكُنّا قد تطرّقنا الى ذلك في حياة الامام الصادق عليهالسلام والامام الكاظم عليهالسلام وشرحنا الشبه بل الخصال التي تجمعهم مع
بعض الانبياء عليهمالسلام.
وهكذا هو الحال مع الامام الجواد عليهالسلام الذي وردت فيه نصوص تفيد ان له شبه
بأثنين من انبياء أولي العزم وهم : موسى ، وعيسى عليهماالسلام إضافة الى نبي الله يحيى عليهالسلام وهذا الشبه نابع من خصلة ، او خصال
لازمتْ حياة هؤلاء الانبياء عليهم السالم واتّسم بها الامام الجواد عليهالسلام ومن هنا حصلت الملازمة.
وينقل لنا الطبرسي بسندٍ الى صفوان بن
يحيى قال : قلتُ للامام الرضا عليهالسلام
: إنْ كان كون فالى مَنْ؟ ـ يقصد الى مَنْ نرجع بعدك ـ فأشار الامام الرضا عليهالسلام الى ولدهُ ابي جعفر الجواد عليهالسلام وهو قائم بين يديه ، فقلتُ له : جُعلت
فداك هذا ابن ثلاث سنين فقال عليهالسلام
: ما يضرُه من ذلك ، وقد قام عيسى بن مريم بالحجّة ، وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين.
واعلام الورى ٢ / ٩٣.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 590