لقاء المأمون
عظمه المأمون بأحترام
وذاك ما يليق بالامام
وصار ما بين يديه خاضعا
وراح يبحثو عنده موادعا
أفرد للامام دارا عامره
زينها بالغرفات الباهره
وأوقد الشموع والضياءا
وعطر الابهاء والارجاءا
وأمر العبيد ان تطيعا
وان تلبي أمره جميعا
لكنما الامام ظل صامتا
يئن في السر أنينا خافتا
لما دعاه عنده المأمون
وباح سره بما يكون
فقال : اني قد نويت أمرا
طويت اضلاعي عليه سرا
ان اخلع الامر الذي في عنقي
اليك يا ابن المصطفى البر التقي
فأنت أهل أنت للخلافة
من دونما ريب ولا مخافة
خذها فأنت صاحب الامر الرضا
خذها فأنت وارث ممن مضى
فأطرق الامام ثم قالا
عذتك بالله بأن تطالا
هذا كلام لم أجئ لأسمعه
فلست ممن يبتغون مطمعه
فاعرض المأمون ثم ردا
ان كان لا بد تول العهدا
وكن ولي عهدي المنتجبا
فأنت من أهل الوفاء والأبا
فامتنع الامام باعتذار
وقال ما يليق بالحوار
فأنني أطلب ان تعفيني
واستعيذ الله ان تغريني
فانتفض المأمون ثم هددا
لا بد أن ترضى وان تقتصدا
فلم ير الامام منه بدا
حين أجابه لما قد ردا
* * *