نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 523
اضاءة
واذ تواصل ملحمة قوافل النور مسيرتها
المتلألأة بانوار الائمة الاطهار عليهمالسلام
وتسلط الضوء على معاناتهم ، وصبرهم ، وبطولاتهم ، وتفوقهم على الجهل والتخلف
والانحراف ، تتوقف في محطة اخرى من محطات الامامة وهي فترة امامة الامام علي بن
موسى الرضا عليهالسلام.
تلك الفترة التي ما زالت مستعصية على تحليل المؤرخين ، وتقدير الباحثين بالرغم من
توفر الثائق والمستندات التاريخية عنها ، لانها تنطوي على احداث خفية ومؤامرات
شائكة ، وتلون في المواقف ، والمتبنيات.
والشعر الذي يرى ان من مهامه ان يوصل
سامعيه الى الحقيقة ، ويأخذ بيد قارئيه الى الواقع كما هو ، وهذه مهمة ليست
باليسيرة ، اذ تحتاج الى عينين صادقتين وأذنين صاغيتين وفهم لا ينطق إلا بالحق بعيدا
عن الافتراء والظنون والمبالغة.
وهكذا ترتسم صورة ذلك العصر بجميع شخوصه
واحداثه وابعاده الخفية من خلال ملحمة «قوافل النور» المعطرة بانفاس علي بن موسى
الرضا عليهالسلام
وهو يدرج في المدينة المنورة صبياً ، قرب قبر جده رسول الله صلىاللهعليهوآله ثم وهو شاب ينهل من
منابع الرسالة والنبوة ، وبعدها الحديث عن قصة رحلته من المدينة الى طوس ، وهو
يطوي الصحارى المتعطشة الى ظلاله وصوت تراتيله الملهمة ، ثم وهو مطوق بالمؤامرات
في احد قصور المأمون العباسي ، وما اكتنف ذلك من غموض في بيعته ، وضبابية في
شهادته ، ويا لها من حياة مليئة بالعطاء والحركة من اجل الا تضيع مفايم الاصالة
التي صنعتها دماء آبائه الشهداء الطاهرين ، ومن اجل حماية الامة من حمأة المسخ
والقمع والتشويه.
أسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعله في
ذخيرة اعمالي يوم القاه انه ولي التوفيق وحسبنا ونعم الوكيل.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 523