[١] كان العرب في
الجاهلية ، وهي ال مرحلة التي سبقت بعثة الرسول صلىاللهعليهوآله
يعيشون حياة قاسية خشنة ، فلم تكن تحكمهم نظم سياسية او مدنية ، انما كانت حياتهم
العامة تقوم على تحكيم المقاييس الجاهلية والصراعات والقهر والغلبة.
كان النظام الغالب على حياتهم ، هو التنقل
طلباً للمرعى والماء ، مما كان يدفعهم الى التقاتل من اجل هذين المطلبين ، لان
فيهما حياتهم واستمرار معيشتهم.
وفيما كانت حياتهم تقوم على هذا النمط
الصعب ، كانت تحيط بهم دول قوية مستقرة ، ابرزها دولة فارس في الشرق ، ودولة الروم
في الشمال ، وهاتان الدولتان كانتا تتمتعان بقوة ونظام مدنيّ متين.
كان العرب يعبدون الاصنام ، وكان لكل
قبيلة وثنها الخاص. وقد سرت هذه العبادة في بني اسماعيلٍ بعدما تكاثروا وضاقت بهم
مكة ، فقد تفرقوا في البلاد ، وحمل كل واحد منهم حجراً من حجر الحرم ، كانوا
يطوفون به حيثما ينزلون ، ومع مرور الزمن نسوا دين آباءهم ، وعبدوا الاوثان ، وذكر
ابن اسحاق في سيرته واليعقوبي في تأريخه :
ان عمر بن لحي وهو شيخ خزاعة ، سافر الى
الشام ، ورأى هناك ان الناس يعبدون الاصنام ، فأخذ منهم «هبل» ونصبه على الكعبة.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 49