[١] ليس من المبالغة
اذا قلنا ان بغداد اعظم مدينة ازدهرت في ايام هارون ، حتى صارت عروس الدنيا وقطب
العالم ، وتؤكد جلّ المصادر وكتب التاريخ ان يحيى البرمكي هو صاحب الفضل الاوفر في
الاهتمام ببغداد واعلاء شأنها من الناحية العمرانية ، والفكرية ، والحضارية ، حيث
عمل على تطوير هذه المدينة ، وصرف الاموال في عمرانها من قصور وجسور ، وحدائق ، حتى
صارت هذه المدينة نزهة للدنيا مما شجعت العلماء والادباء الى ان يقصدوها لما توافر
فيها من وسائل الحضارة ، والترف ، والفكر. وفي هذا المجال نقل السيوطي قال : كانت
ايام هارون كأنها من حسنها اعراس. تاريخ الخلفاء / ٢٨٦.
وخلاصة القول انها مدينة الترف ، والبذخ
، والعظمة ، والكبرياء ، فمن جمال القصور الى بهاء القبب الى سحر الحدائق
والبساتين ، مما صيّرها قبلة لأهل اللهو والمجون واهل الفاحشة والغناء ، انها كذلك
مدينة العلم ، والفن ، والادب ، والنبوغ ، وعلى حد قول بعضهم :
بغداد مدينة الخير والشر والفسوق
والدين.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 488