[١] تشير الأبيات إلى
ثورة المدينة وقد تسمى بثورة الحرة ، وهي من الثورات الكبيرة التي هزّت مشاعر
المسلمين ، وكان سبب الثورة تراكم الثارات عند أهالي المدينة على بني أميّة خصوصاً
بعد ثورة الحسين عليهالسلام
وما جرى على أهل بيته من بعده ، إضافة إلى تجاهر رأس السلطة (يزيد) بالفسق والفجور
وارتكاب الموبقات والمعاصي ، وعدم الإكتراث بإرادة الأمّة وحرّيّتها واختيارها
وكرامتها. فرأي أهل المدينة وانطلاقاً من مسؤوليتهم الشرعية أن يبعثوا وفداً
للتفاوض مع يزيد في الشام ، فرجعوا وهم أشد نقمة على الأمويين ، فكانت الثورة
الشعبية على والي المدينة وتحريرها من النظام الأموي الجائر.
وقد كان عبد الله بن حنظلة وهو أحد قادة
الثورة يقول : والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إنّه
ينكح الأمّهات والبنات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي أحد من
الناس لأبليت لله فيه بلاء حسنا. الطبري ٤ / ٣٦٨.
فطردوا الحاكم الأموي عثمان بن محمد بن
أبي سفيان وسائر بني أميّة وشكلت حكومة مؤقتة يديرها رجال الثورة.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 327