[١] بعد واقعة كربلاء
استقرّ الإمام السجّاد عليهالسلام
في المدينة يذكر مصيبة الحسين عليهالسلام
ليلاً ونهاراً وليكون شاهداً حيّاً على أحدائها ، وحلقة وصل بين الثورة والأجيال
التي تليها ؛ فبدأ منهاجه الرسالي في تذكير الناس بمبادىء الثورة عبر البكاء
والدموع ، قال الإمام الصادق عليهالسلام
: إنّ جدّ علي بن الحسين عليه السالم بكى على أبيه عشرين سنة وما وضع بين يديه
طعام حتى بكى ، حتى عذله بعض مواليه فقال له : إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين
فقال عليهالسلام
: يا هذا إنّما أشكو بثي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، إنّ يعقوب
كان نبياً فغيّب الله عنه واحداً من أولاده وعنده إثنا عشر وهو يعلم أنّه حي فبكى
عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن ، وإنّي نظرت إلى أبي وإخوتي وعمومتي وصحبي مقتولين
حولي فكيف ينقضي حزني؟ وإنّي لا أذكر مصرع بني فاطمة إلّا خنقتني العبرة ، وإذا
نظرت إلى عماتي وأخواتي ذكرت فرارهنّ من خيمة إلى خيمة.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 317