موقف عبد الله بن عفيف الأزدي
وكان في المجلس شيخ أعمى
قد هاله ما يستباح ظلما
قد ذكروه ابن عفيف الأزدي
يعرف بالوثبة والتحدي
صاح بوجه ابن زياد ويلكم
جمعتم رجالكم وخيلكم
لقتل خير الناس أما وأبا
سبط النبي الهاشمي الأطيبا
ورحتم من فوق هذا المنبر
تنتقصون ظلما ابن حيدر
فأين أولاد المهاجرينا
لكي يجيبوا الطاغي اللعينا
وثلة الأنصار والأصحاب
وخيرة الشيوخ والشباب
ينتقموا من فعل هذا الطاغيه
صوت يزيد وصدى معاويه
وغادر المجلس وهو غاضب
يصحبه الإخوان والأقارب
فلم يرق لابن زياد قوله
وأغضب المستكبرين فعله
فأرسلوا وراءه الجنودا
ليأسروه عنوة وحيدا
فاقتحموا الدار عليه ليلا
وطوّقوها حرساً وخيلا
وليس في الدار سوى صبيّه
فقال هاتي السيف يا بنيّه
فراح فيهم يضرب الجموعا
وكان صوته لهم مسموعا
«والله لو يكشف لي عن بصري
ضاق عليكم موردي ومصدري»
واجتمعوا عليه حيث أوثقا
وكان فيهم آيساً من البقا