الحسين عليهالسلام يهزم الجموع
وأصلت الحسين سيف الحق
يلمع في يمناه مثل البرق
وقد دعا الناس الى القتال
فارتعبت أشاوس الابطال
مرتجزاً يكر نحو الميمنه
مقتحماً رماحها المسنّنه
يصيح يا عصابة الاشرار
«الموت أولى من ركوب العار
والعار أولى من دخول النار
والله ما هذا وهذا جار»
وشد بعد ذاك نحو الميسره
فأحجمت جموعها المنكسره
مردّدا «أنا الحسين بن علي»
وأنني «آليت ألا أنثني»
وها أنا «أحمي عيالات أبي
بعزمة «أمضي على دين النّبي»
يضرب في جموعهم كحيدره
حتى غدت فرسانهم منتشره
تخاف تدنو نحوه وتقرب
فهو الشّجاع البطل المجرّب
فصاح «عمر بن سعد» فيهمو
أتعرفون قدره ويلكمو
فإنه ابن الأنزع البطين
وقاتل الأبطال في «صفين» [١]
أعرفه هذا ابن قتال العرب
لا يعرف الموت ولا يرجو الهرب
شدّوا عليه وافصلوا رحاله
عنه وروّعوا بها عياله
فأمطرت سهامهم آلافا
لكن أبي الضيم لن يخافا
[١] الأنزع البطين : المقصود به الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام حيث كان حاسر الرأس ، مهيب الطلعة ، ضخم الجسم ، قويّ البُنية ، مفتول العضلات.