[١] قرّر قائد الجيش
الموي عمر بن سعد ان يحسم المعركة يوم التاسع بقتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ،
لكن الإمام أرسل إليهم أخاه الاس ليمهلوه سواد تلك الليلة ، من أجل أن يتفرّغ هو
وأصحابه للعبادة والاستغفار ، وقال : «ان الله يعلم أنّي أحبّ الصلاة له وتلاوة
كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار». فباتوا ليلة العاشر بين قائم ، وقاعد ، وراكع ، وساجد.
وفي تلك الليلة ال أصبح واضحاً انها
الليلة الأخيرة ، وانّ صبحها سيسفر عن مأساة كُبرى ، حيث الأجساد تُقطّع على صعيد
الطّف ، والرؤوس على الرماح ، والنساء سبايا ، والأطفال تطاردهم خيول الظالمين.
عرض على أصحابه أن يتركوه ، فانّ القوم لا يطلبون غيره ، فقال لهم : «هذا اللّيل
قد غشيكم فاتخذوه جملا». ولكن أصحاب الضمائر الحرّة وذوي النفوس الأبية أبوا إلّا
أن يواسوه ويشاركوه المصير المحتوم بعد أن استيقنوا بالشهادة ، والتي هي أسمى
الأماني ، وأرفع الدرجات عند الله وأحبّائه. وعند ذلك أثنى الحسين عليه السالم
عليهم ودعا لهم بالخير وعرّفهم منازلهم في الجنة ، فأيقنوا ما حباهم الله به من
نعيم الجنان في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 217