responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 211

البيان الأوّل لثورة الحسين عليه‌السلام

وقامَ فيهم خاطباً يقولُ :

بالنصِّ قد أوصى لنا الرسول

فما خرجت أشراً أو بطرا

أو ظالماً أو مفسداً بل منكرا [١]

وسار حتى وصل «الصّفاحا»

بعزمه يواصل الكفاحا

حيث التقاه الشاعر «الفرزدق»

مخبّراً إياه وهو يصدق

انّ قلوب الناس لم تزل معك

وتطمح السيوف أن تقطعك

فاسترجع الحسين ثمّ حوقلا

بأنّه يرضى القضاء والبلا


[١] بينما كانت الكوفة تعيش حالة القلق والترقب والخوف إثر مقتل مسلم وهاني ، فإن مكة كانت هانئة بوجود الحسين عليه‌السلام الذي كان يمارس دوره في التوجيه والارشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى جاء خبر وصول مجموعة من رجال السلطة الاموية لاغتياله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ، فكره الحسين عليه‌السلام أن يُراق الدم في هذا المكان المقدس ، فقرر مغادرة مكة بسرعة نحو العراق عاصمة اهل البيت وساحة الثورة المتجددة.

وفي الثامن من ذي الحجة ، وهو يومٍ التروية والخروج الى منى قطع الحسين مناسك الحج ، وحوّل حجه الى عمرة مفردة منهجاً الى العراق عبر ميقات التنعيم ، ـ ولعلّه كان يهدف من هذا التوقيت تنبيه الامة إلى خطورة الموقف ومسؤوليتها التاريخية ـ وقد ودعته مكة ، وهو ابنها ، بالدموع والحسرات ، وودعها هو بخطبة تاريخية مثّلت البيان الاول للثورة الحسينية الخالدة ، حيث حدد فيها عزمه وارادته على المضي نحو تحقيق الاصلاح الاجتماعي والسياسي ، وإن أدى ذلك الى شهادته ، جاء فيها : ما خرجت اشرشاً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ، انما خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدي ، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحق ، ومن رد علي ذلك أصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين.

نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست