[١] كان حكم يزيد
يحتاج إلى اخذ البيعة من المسلمين خصوصاً الشخصيات البارزة في المجتمع الإسلامي
لكي يستقر حكمه ، ويستتب له الأمر ، فأرسل كتاباً إلى والي المدينة الوليد بن عتبة
يأمره بأخذ البيعة من عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، ومن الحسين بن علي
خاصة.
وكيف يمكن للحسين عليهالسلام أن يبايع حاكماً فاجراً مثل يزيد؟!
والحسين بضعة النبي وسيد شباب أهل الجنة ، هذا بغضّ النظر عن بنود معاهدة الصلح
التي وقعها معاوية ، والتي نصت على أن يكون الأمر للحسين في حالة وفاة أخيه الحسن
، وموت معاوية.
وعندما أرسل الوليد في طلب الحسين عليهالسلام اخذ الإمام حذره ، فاصطحب معه ثلة من
فتيان بني هاشم المسلحين ، وقال لهم كونوا على باب بيت الوالي ، فإن رأيتم صوتي قد
علا فاقتحموا الدار ، وحينما دخل الحسين عليهالسلام
قرأ الوالي كتاب موت معاوية وخلافة يزيد ، وطلب منه أن يبايع اللحظة ، وكان في
المجلس مروان بن الحكم ، ولكن الحسين عليهالسلام
استرجع ـ أي قال : «إنا لله وإنا إليه راجعون» ـ ورفض البيعة ، فأشار مروان على
الوليد أن يأخذ البيعة بالقوة ، أو يقتله ، وأن لا يدع الفرصة تفلت من يده ، فوثب
الحسين عليهالسلام
مخاطباً مروان بنبرة قوية واثقة : يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو؟! كذبت وأثمت ،
ثم قال للوليد : مثلي لا يبايع مثله ، ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون أيّنا
أحق بالخلافة ، فسمع فتيان بني هاشم ارتفاع الأصوات فاقتحموا الدار وأخرجوا الإمام
، فعاد الحسين عليهالسلام
وهو يفكر في أمر الأمة ومصيرها في ظل حكم يزيد بن معاوية.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 198