responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 143

خطبتها واحتجاجها

فخطبت خطبتها الملتهبه

على الصحاب ثمّ عادت غضبه [١]


[١] لما بلغ فاطمة اجماع أبي بكر على منعها فدك ، لائت خمارها على رأسها ، واشتملت جلبابها ، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة ثم أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء وارتجّ المجلس ، ثمّ أهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم ، افتتحت كلامها بالحمد لله عزّ وجلّ والثناء عليه ، والصلاة على رسول الله ، ثم قالت : اعلموا أي أنا فاطمة ابنة محمد ، أقول عوداً على بدء ، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم ، وأخا ابن عمّي دون رجالكم ...

ثم استرسلت في خطبتها إلى قولها :

ثم أنتم الان ، تزعمون أن لا إرث لنا (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) يا ابن أبي قحافة َ أترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئاً فريّاً ، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون. ثم انكفأت إلى قبر أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله تقول :

قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثة

لو كنت شاهدها لم تكثر الخطبُ

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها

وغاب مذ غبت عنّا الوحيُ والكتبُ

أبدى رجالٌ لنا نجوى صدورهمُ

لما مضيت وحالت دونك التربُ

تجهمتنا أناسٌ واستُخفّ بنا

لما فقدت وكلّ الأرث مغتصبُ

وكنت بدراً ونوراً يستضاء به

عليك تنزلُ من ذي العزة الكتبُ

وكان جبرئيل بالآيات يؤنسنا

فقد فقدت وكل الخير محتجبُ

فليت قلبك كان الموت صادفنا

لما مضيت وحالت دونك الكثبُ

نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست