[١] كان مبرر الخوارج
في التكتل والخروج على حكم الإمام علي عليهالسلام
أنهم طلبوا من الإمام أن يعود الى قتال معاوية ، وهم الذين فرضوا عليه بالأمس
إيقاف القتال والقبول بالتحكيم جاء هؤلاء وقالوا له : لا حكم إلا لله ، لا نرضى
بأن تحكم الرجال في دين الله ، قد أمضى الله حكمه في معاوية وأصحابه أن يقتلوا أو
يدخلوا في حكمنا عليهم ، وقد كانت منا خطيئة وزلة حين رضينا بالحكمين ، وقد تبنا
الى ربنا ورجعنا عن ذلك فأرجع.
لم يرغب الامام علي عليهالسلام في مواجهة الخوارج ، وكان يرغب بعودتهم
الى جادة الصواب ، لكنهم كانوا يسيرون باتجاه مخالف للإسلام ، حيث بدأوا يرتكبون
جرائم القتل وتهديد الآمنين. وكان ممن قتلوهم الصحابي الجليل «خباب بن الأرت» وبقروا
بطن زوجته وهي حامل ، فقال علي عليهالسلام
في حقه : «يرحم الله الخباب ابن الأرت ، فلقد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وقنع
بالكفاف ، ورضي عنه ، وعاش مجاهداً.
بعث إليهم الإمام «قيس بن سعد بن عبادة
الانصاري» موفداً من قبله ليعرض عليهم العودة إلى طريق الحق والإبتعاد عن منهجهم
المنحرف الذي كانوا يكفّرون وفقه كلّ المسلمين ، لكنهم أصرّوا على مواقفهم.
كان الامام علي عليهالسلام يريد أن يقتص من قتلة المؤمنين ، لذلك
أرسلا أبا أيوب الانصاري إليهم ، ليعرض عليهم أن الامام لا يتعرض لغير القتلة ، وان
لم يشترك في قتل المؤمنين فهو آمن ، إذا ترك معسكر الخوارج. وقد لاقت هذه الخطوة
تجاوباً ملحوظاً ، حيث انخفض
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 123