[١] كانت حلقات
المأساة تتلاحق واحدة تلو أخرى ، فبعد خدعة رفع المصاحف ، تمَّ الإتفاق على
التحكيم ، بأن يرشح كل جيش مندوباً عنه للتفاوض ، فرشح معاوية رجله وعقله المراوغ
عمرو بن العاس ، ورشح الامام علي عليهالسلام
ابن عباس ، لكن جيشه رفض هذا التريشيح وأصر على ترشيح أبي موسى الأشعري ، وهو رجل
ضعيف الرأي ، وقد هددوا الإمام بالقتل إن لم يستجب لرأيهم فاضطر الى القبول على
مضض ، وهو يعلم تمام العلم خطأ هذه الخطوة وخطورتها ، لكنه كان يريد خفظ الصف ما
استطاع الى ذلك سبيلا.
ووقف الحكمان أمام الناس لإعلان ما
اتفقا عليه في منطقة تسمى «وادي الجندل» فإذا هي خدعة ثانية ، فقد خدع ابن العاص ،
الأشعري وجعله يعلن خلع الإمام علي ، بينما أثبت هو معاوية ، فنزل الأشعري نادماً
، لكنه ندم لا يصحح خطأ ولا يجدي نفعاً ، فلقد وقع المحذور وإزدادت الفتنة تأججا.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 121