[١] كانت أم المؤمنين
عائشة من خصوم عثمان ، وكانت تعلن عن معارضتها علناً ، وأنه خالف القرآن والسنة ، وقد
اطلقت عليه قولها المشهور : «اقتلوا نعثلا فقد كفر» تقصد بذلك عثمان ، لكنها عندما
سمعت بأن الإمام علي صار هو الخليفة ، غيّرت موقفها تماماً ، فإذا بها تعلن ظلامة
عثمان ، وتقف موقف المعارض من الإمام علي.
وجدت عائة في طلحة والزبير ما يحقق
أهدافها ، فقد حرمهما الإمام علي من الامتيازات الخاصة التي كانا يتمتعان بها على
عهد عثمان ، إذ كانت سياسة الإمام المالية تقوم على أساس الموازين الشرعية بعيداً
عن المحاباة والعصبيات ، وهذا ما جعل طبقة المنتفعين على عهد عثمان ، تعارض حكم
الإمام علي ، وإلى جانب ذلك كان في الشام معاوية بن أبي سفيان ، الذي كان يمتلك
طموحات عريضة ويخطط لجعل الخلافة ملكاً أموياً خاصاً ، فقد أخذ معاوية يغذي هذا
الإتجاه المعارض ويتأهب لكسب الجولة.
نشط معارضو الإمام علي بشكل مكثف ، وتحركوا
باتجاه البصرة ، وكانت عائشة على ظهر جمل يدعي «عسكر» وكان شعارهم الأخذ بدم عثمان
، والغريب أن الذين رفعوا هذا الشعار ضد الخليفة المقتول هم الذين اشتركوا في قتله
، في حين كان الإمام علي يحاول منعهم من قتل الخليفة.
نام کتاب : ملحمة قوافل النّور نویسنده : حسين بركة الشامي جلد : 1 صفحه : 109