نام کتاب : عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب نویسنده : ابن عنبة جلد : 1 صفحه : 17
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
الحمد لله (الَّذِي
خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) ، ورفع بعض
الأنام على بعض فصيره أفخم قدرا ، وأعظم ذكرا ؛ وأحل نبيه محمدا المختار من شريف
النسب في المجد الصراح ؛ واصطفاه للإيثار بمنيف الحسب وسرة البطاح ، وأطلع شمس
فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع ، ووصل حسبه ونسبه يوم القيامة بعدم الانقطاع.
فهذا أكرم البرية نفسا وآلا ، وافضلها حالا ومآلها وأتم العالم جمالا ؛ وأكمله
تفصيلا وإجمالا ؛ فصل اللهم عليه صلاة تجاري سابق فخره ، وتباري باسق قدره ، وعلى
آله المتفرعين من دوحة نبوته ، المترفعين الى ذروة الشرف بمنحة نبوته ، وعلى
أصحابه المغترفين من شرب العناية ، المعترفين بنشر القبول من مهب الرعاية ، ما
أضحك مدمع السحاب ثغور الروض ، واتصل حبلا العترة والكتاب حتى يردا على الحوض.
أما بعد : فان علم
النسب علم عظيم المقدار ، ساطع الأنوار ؛ أشار الكتاب الآلهي إليه فقال سبحانه
وتعالى : «وَجَعَلْناكُمْ
شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا». وحث النبي الأمي عليه ، فقال : «تعلموا أنسابكم لتصلوا
أرحامكم» ، لا سيما نسب آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، لوجوب توخيهم بالاجلال والاعظام ، كما وضح فيه البرهان ،
ودل عليه القرآن ، وكيف لا وهم خيرة الله التي اختارها ورفع في البلاد والعباد
منارها ، ولم تزل أنسابهم التي اليها يعتزون على تطاول الأيام مضبوطة ، وأحسابهم
التي بها يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل
نام کتاب : عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب نویسنده : ابن عنبة جلد : 1 صفحه : 17