(١٧)
واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي
واستكثار الشرّ وإن قلّ من قولي وفعلي
استقلال الخير : عدّة قليلاً ، واعتبار ما صدر من الإنسان من الخيرات شيئاً يسيراً ، وإن كان في الواقع كثيراً ، سواء الخير من أقواله أم أفعاله.
واستكثار الشرّ : عدّة كثيراً ، وإن كان في الواقع قليلاً نادراً ، سواء في قول الشرّ أم عمله.
وهذه من الخصال المحمودة التي هي حيلةٌ وزينة.
ليس فقط لا يحدّث الإنسان الناس بخيراته وأعماله الخيّرة ، بل يعدّها عنه نفسه نزراً يسيراً.
وفي مقابله إن صدر منه شيرٌ قليل ، ليس فحسب لا يتهاون به ، بل يعدّه عند نفسه كثيراً.
وهذا الاستقلال والاستكثار مفيدان غاية الفائدة في تهذيب النفس ، وتزكية الروح ، وذلك :
أمّا استقلال الخير من نفسه ، ففائدته عدم استيلاء العُجب عليه.