responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أخلاق أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 21

عمر بن الخطّاب ، فهو تجسّر أوضح من الأوّل ، غير أنّ الأوّل كان نهياً عن المنكر بزعمه وهذا أمرٌ بالمعروف حيث حرّض النبيّ صلى الله عليه وآله على الخروج إلى صلاة العشاء ، وهذا لعمري عجيب من عمر.

ألم يسمع قول الله تبارك وتعالى في سورة الحجرات : (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) [١].

ألم يسمع قول الله تبارك وتعالى في أوّل السورة : (لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) [٢].

وقد تقدّم في مطاعن أبي بكر في باب رفع أبي بكر وعمر أصواتهما عند النبيّ صلى الله عليه وآله حتّى نزل النهي أنّهما قد رفعا أصواتهما عند النبيّ صلى الله عليه وآله ، حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أن يستعمله على قومه ، وأشار الآخر برجلٍ آخر فتماريا حتّى ارتفعت أصواتهما ونزل النهي.

(وأمّا أخذ عمر العذق) في الرواية الثالثة وضرب به الأرض حتّى تناثر البُسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقوله له إنّا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة ، فهو تجسّر على الله ورسوله جميعاً لا على الرسول فقط ، وتحقير لنعمة الله جلّ وعلا ، فكأنّ البسر كان في نظره شيئاً حقيراً هيّناً لا يعتدّ به فقالَ في حقّه ما قال.

وهو ممّا يدلّ على جهله وقلّة علمه مضافاً إلى تجسّره وعدم كونه شاكراً خاضعاً لأنعم الله تعالى (ولكن الذي) يهوّن الخطب في هذا كلّه أنّ الذي يتجسّر على رسول الله ويقول للنبيّ صلى الله عليه وآله عند مماته حين قال : «ائتوني بكتابٍ أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده» إنّه يهجر ، أو غلبه الوجع ، وعندنا كتاب الله حسبنا أو حسبنا


[١] سورة الحجرات : الآيتان ٤ و ٥.

[٢] سورة الحجرات : الآية ٢.

نام کتاب : أخلاق أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست