هذا معطوف على قوله عليه السلام : ترك
التعيير ، فالمعنى : ترك الإفضال على غير المستحقّ.
والإفضال : هو التفضّل والابتداء
بالإحسان.
يقال : أفضل عليه إفضالاً ، وكذا تفضّل
عليه تفضّلاً ؛ أي تطوَّل عليه ، وأحسَنَ إليه ابتداءً.
وغير المستحقّ : هو من لا يستوجب
الإفضال والإحسان إليه ، بواسطة عدم أهليّته له ، أو عدم ، حصول أهليّة له
بالإحسان إليه ، بواسطة كونه فاسداً.
فإنّ الابتداء بالإحسان إلى هكذا شخص
تبذيرٌ للمال ، وإسرافٌ فيه ، وهو مذموم ، وقد ينجرّ إلى فساد هذا الشخص ، أو فساد
عمله ، أو ترويج عملٍ فاسدٍ في المجتمع.
ومن الصفات الحسنة في الصالحين
والمتّقين أنّه يكون إفضالهم وإحسانهم إلى مستحقّي ذلك واللّائقين له.
فلا يسرفون بإهدار أموالهم في الموارد
غير المناسبة ..
ومن طرفٍ آخر لا يبخلون بأموالهم في
المستحقّين والموارد المناسبة ..