عمر وتركهم سنّة
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فثبت بأنّ الحكومة والقوّة تلعب دورا هامّا في إخفاء
الواقع ونشر الأكاذيب ولبس الحق ، وإشاعة الباطل باسم الحق ، ولا يخفى في هذه
الأمور دور الدعايات والأحاديث الزائفة المجعولة بواسطة رجال ممن عرفوا بصحبة رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم فلا أطيل الكلام في الموضوع
أكثر من هذا ، ومن أراد من الحاضرين أن يتعمّق أكثر ويحقّق في الموضوع ويبحث فيه
أكثر مما قلنا فليراجع الكتب المعتبرة عند العامّة من أعلامهم ، مثل السيوطي ،
وأبي القاسم البلخي ، ومحمد بن إسحاق ، وابن سعد الكاتب ، وابن قتيبة ، والواقدي ،
والشوكاني ، والتلمساني ، والقرطبي ، والبرزنجي والشعراني ، والسبحمي ، وأبي جعفر
الإسكافي ، وغيرهم من علماء العامّة الذين اعترفوا في كتبهم بإيمان أبي طالب عليهالسلام. وقد كتب بعضهم رسالة مستقلة في الموضوع.
الكعبة مولد الإمام عليّ عليهالسلام
وأما الفضيلة
الأخرى التي امتاز بها الإمام عليّ عليهالسلام وتعدّ من فضائله الخاصة به ، إذ لم يحدث مثله لأحد قبله
ولا بعده ، ألا وهو مولده في وسط بيت الله الحرام في الكعبة المشرّفة ، وقد حدث
ذلك بإرادة الله سبحانه وبدعوة منه لفاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين عليهالسلام إذ انشقّ لها ركن البيت لما استجارت به تطلب من الله تعالى أن يسهّل عليها
الولادة ، فدخلت في الكعبة وعاد الركن فالتأم والتصق. إنّما حدث ذلك لكي لا يقول
أحد أنّ ولادة علي بن أبي طالب داخل الكعبة كانت عن صدفة وليس فيها كرامة له عليهالسلام.