نار جهنّم عقوبة
على ذلك ـ ، والمفروض بعد لم تثبت حرمة مطلق المضر.
٤ ـ التمسك ببعض
الروايات الدالة على انّ علّة تحريم بعض المحرمات هو اضرارها ببدن الإنسان ، من
قبيل رواية المفضل بن عمر : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام لم حرّم الله الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟
قال ان الله تبارك
وتعالى ... علم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرّمه عليهم ...» [١]. ونحوها غيرها بتقريب : أنّ علّة تحريم المحرمات إذا كانت
هي الاضرار بالنفس فيلزم حرمة كل ما يوجب الضرر بالنفس ، وإلاّ لما صلح أن يكون
علّة لتحريم المحرمات.
وفيه : ان الحديث
وإن دلّ على حرمة الاضرار بالنفس ، ولكن لم يوضح ان الضرر من أي قسم وبأي درجة
يكون محرما ، وليس له اطلاق من هذه الناحية ليتمسّك به ، ولعلّ المحرم حصة خاصة من
الضرر.
بل انّ بعض
الأحاديث يستفاد منها عدم حرمة الاضرار بالنفس ، كالأحاديث التي ترشد إلى رجحان
عدم تناول بعض الأطعمة لكونها مضرة.
وبالجملة : لا
دليل على حرمة مطلق ما يوجب الضرر ، إلاّ في أحد النحوين الأولين.
[١] وسائل الشيعة :
الباب ١ من أبواب الأطعمة المحرمة ح ١.