نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 2 صفحه : 38
كانت اليهود تعدكم، به فلا يسبقنكم إليه أحد، فأسلموا، و أخذ عليهم رسول الله الإيمان بالله و برسوله، ثم انصرفوا فأخبروا قومهم الخبر و قد كانوا سألوه أن يوجه معهم رجلا من قبله يدعو الناس بكتاب الله. فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير فنزل على أسعد بن زرارة و جعل يدعوهم إلى الله، عز و جل، و يعلمهم الإسلام، و كان أول من قدم المدينة. ثم خرج اثنا عشر رجلا منهم إليه فلقوه و هم أصحاب العقبة الأولى فآمنوا بالله و صدقوه، و انصرفوا إلى المدينة و كثر خبره و فشا الإسلام فيها. فلما كان العام القابل خرج إليه جماعة من الأوس و جماعة من الخزرج فوافى منهم سبعون رجلا و امرأتان فأسلموا و صدقوه، و أخذ رسول الله عليهم بيعة النساء. فسألوه أن يخرج معهم إلى المدينة، و قالوا: إنه لم يصبح قوم في مثل ما نحن فيه من الشر، و لعل الله أن يجمعنا بك و يجمع ذات بيننا فلا يكون أحد أعز منا. فقال لهم رسول الله قولا جميلا، ثم انصرفوا إلى قومهم فدعوهم إلى الإسلام فكثر حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا و فيها ذكر حسن من ذكر رسول الله، و سألوه الخروج معهم و عاهدوه أن ينصروه على القريب و البعيد و الأسود و الأحمر، قال له العباس بن عبد المطلب: و إني فداك أبي و أمي آخذ العهد عليهم فجعل ذلك إليه و أخذ عليهم العهود و المواثيق أن يمنعوه و أهله مما يمنعون منه أنفسهم و أهليهم و أولادهم و على أن يحاربوا معه الأسود و الأحمر و أن ينصروه على القريب و البعيد و شرط لهم الوفاء بذلك و الجنة.
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 2 صفحه : 38