نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 2 صفحه : 36
عرض رسول الله نفسه على القبائل و خروجه إلى الطائف
و اجترأت قريش على رسول الله بعد موت أبي طالب و طمعت فيه و هموا به مرة بعد أخرى، و كان رسول الله يعرض نفسه على قبائل العرب في كل موسم و يكلم شريف كل قوم، لا يسألهم إلا أن يؤووه و يمنعوه، و يقول: لا أكره أحدا منكم، إنما أريد أن تمنعوني مما يراد بي من القتل حتى أبلغ رسالات ربي، فلم يقبله أحد، و كانوا يقولون: قوم الرجل أعلم به، فعمد لثقيف بالطائف، فوجد ثلاثة نفر إخوة هم يومئذ سادة ثقيف و هم: عبد ياليل بن عمرو و حبيب بن عمرو و مسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه و شكا إليهم البلاء، فقال أحدهم : أ لا يسرق ثياب الكعبة أن كان الله بعثك؟ و قال الآخر أعجز على الله أن يرسل غيرك؟ و قال الآخر: و الله لا أكلمك أبدا، لئن كنت رسولا كما تقول لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام، و لئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. و تهزأوا به و أفشوا في قومهم ما قالوه له، و قعدوا له صفين. فلما مر رسول الله رجموه بالحجارة حتى أدموا رجله، فقال رسول الله: ما كنت أرفع قدما و لا أضعها إلا على حجر. و وافاه بالطائف عتبة بن ربيعة و شيبة بن ربيعة و معهما غلام لهما نصراني و يقال له عداس، فوجها به إلى رسول الله، فلما سمع كلامه أسلم و رجع رسول الله إلى مكة.
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 2 صفحه : 36