responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 295

خليفة الحجاج، و كان قصيرا، خفيف البدن، فلما رآه قال له: أنت يزيد؟ قال: نعم! قال: صاحب الحجاج و الأفعال التي بلغتني مما أرى من دمامة خلقتك؟ قال: ذاك و الله إنك رأيتني و الدنيا عليك مقبلة، و هي عني مدبرة، و لو رأيتها و هي إلي مقبلة، و عنك مدبرة، لاستعظمت ما استصغرت، و استجللت ما استحقرت. قال: أين ترى الحجاج يهوي في النار؟ قال: لا تقل هذا يا أمير المؤمنين لرجل يحشر عن يمين أبيك و شمال أخيك، و أنزله حيث شئت تنزلهما معه. فقال ليزيد بن المهلب: خذه إليك، فعذبه بألوان العذاب، حتى تستخرج منه الأموال. فقال: يا أمير المؤمنين أنا أعلم به، لا و الله ما عنده مال، و لا كان ممن يحوي المال. و كان يزيد بن المهلب يعرف له جميل فعله به، فولاه سليمان الصائفة. و كان قتيبة بن مسلم عامل الحجاج على خراسان فلما بلغه فعل سليمان بنظرائه، و قصده عمال الوليد، و عمال الحجاج، جمع إليه إخوانه و أهل بيته، و أوغل في أرض العجم، حتى بلغ بلد فرغانة القصوى و كان عبد الله ابن الأهتم التميمي معه، فهرب منه إلى سليمان، فرفع إليه، فأخذ قتيبة قوما من أهل بيته، فقتلهم و قطع أيدي آخرين و أرجلهم، و كان يزيد بن المهلب عدوه لما فعل به و بأهل بيته لما ولي عليه، فعلم أنه لا يصلح له حب سليمان، و كتب إليه كتابا، فأجابه سليمان يغلظ له، فأراد الخلع، و هو لا يشك أن موضعه من النزارية. . . . و اليمانية لا يخالفونه، فلما علم القوم مذهبه تبعدوا عنه، فخطبهم خطبة مشهورة، نال فيها، و قال: يا معشر تميم، و يا أهل الذلة و القلة، و يا معشر الأزد! أخليتم السفن، و ركبتم الخيل، و قذفتم المرادي، و أخذتم الرماح، و الله لأنا بمن معي من العجم أعز منكم! فصاف القوم عنه، و صارت كلمتهم واحدة في الوثوب عليه، و اجتمعوا إلى الحضين بن المنذر، فدعوه إلى القيام بجماعتهم، فقال: عليكم بوكيع بن

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست