responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 29

مهاجرة الحبشة

و لما رأى رسول الله ما فيه أصحابه من الجهد و العذاب و ما هو فيه من الأمن بمنع أبي طالب عمه إياه قال لهم: ارحلوا مهاجرين إلى أرض الحبشة إلى النجاشي فإنه يحسن الجوار. فخرج في المرة الأولى اثنا عشر رجلا و في المرة الثانية سبعون رجلا سوى أبنائهم و نسائهم، و هم المهاجرون الأولون، فكان لهم عند النجاشي منزلة، و كان يرسل إلى جعفر فيسأله عما يريد فلما بلغ قريشا ذلك وجهت بعمرو بن العاص و عمارة بن الوليد المخزومي إلى النجاشي بهدايا و سألوه أن يبعث إليهم بمن صار إليه من أصحاب رسول الله، و قالوا سفهاء من قومنا خرجوا عن ديننا و ضللوا أمواتنا و عابوا آلهتنا، و أن تركناهم و رأيهم لم نأمن أن يفسدوا دينك. فلما قال عمرو و عمارة للنجاشي هذا، أرسل إلى جعفر فسأله، فقال: أن هؤلاء على شر دين يعبدون الحجارة و يصلون للأصنام و يقطعون الأرحام و يستعملون الظلم و يستحلون المحارم، و أن الله بعث فينا نبيا من أعظمنا قدرا و أشرفنا سررا و أصدقنا لهجة و أعزنا بيتا، فأمر عن الله بترك عبادة الأوثان و اجتناب المظالم و المحارم و العمل بالحق و العبادة له وحده، فرد على عمرو و عمارة الهدايا و قال: أدفع إليكم قوما في جواري على دين الحق و أنتم على دين الباطل! و قال لجعفر: اقرأ علي شيئا مما أنزل على نبيكم. فقرأ عليه: كهيعص فبكى و بكى من بحضرته من الأساقفة فقال له عمرو و عمارة: أيها الملك إنهم يزعمون أن المسيح عبد مملوك، فأوحشه ذلك و أرسل إلى جعفر فقال له: ما تقول و ما يقول صاحبكم في المسيح؟ قال: إنه يقول إنه روح الله و كلمته، ألقاها إلى العذراء البتول. فأخذ عودا بين إصبعيه ثم قال: ما يزيد المسيح على ما قلت و لا مقدار هذا.

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست