responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 280

إليه الشعبي، فأشخصه إليه فانسه و بره، و أقام عنده أياما، ثم قال: إني آتمنك على شيء لم آتمن عليه أحدا. إنه قد بدا لي أن أبايع للوليد بولاية العهد بعدي، فإذا أتيت عبد العزيز، فزين له أن يخلع نفسه من ولاية العهد، و مصر له طعمة. قال الشعبي: فأتيت عبد العزيز، فما رأيت ملكا كان أسمح أخلاقا منه، فإني يوما خال به أحدثه إذ قلت له: و الله، أصلح الله الأمير، أن رأيت ملكا أكمل، و لا نعمة أنضر، و لا عزا أتم مما أنت فيه، و لقد رأيت عبد الملك طويل النصب، كثير التعب، قليل الراحة، دائم الروعة، إلى ما يتحمل من أمر الأمة، و لوددت و الله انهم أجابوك إلى أن يصيروا مصر لك طعمة، و يصيروا عهدهم إلى من أحبوا، فقال: و من لي بذلك؟ فلما عرفت ما عنده انصرفت إلى عبد الملك، فأخبرته الخبر، فخلع عبد الملك أخاه من ولاية العهد، و ولى ابنه الوليد، ثم ابنه سليمان من بعد الوليد. و قيل إن عبد الملك لم يخلعه، و لكنه توفي في تلك المدة التي هم بخلعه فيها، و قيل إن عبد العزيز سقي سما، و كان ذلك في سنة 85. و ولي هشام بن إسماعيل المخزومي المدينة، فضرب سعيد بن المسيب ستين سوطا ظلما و عدوانا، و طاف به، فكتب إليه عبد الملك يلومه، و ساءت سيرة هشام بن إسماعيل، و أظهر العداوة لآل رسول الله. و كان الغالب على عبد الملك روح بن زنباع الجذامي، و على شرطته يزيد ابن أبي كبشه السكسكي، ثم عزله و استعمل عبد الله بن يزيد الحكمي، و كان على حرسه أبو عياش الكهاني، و بعده أبو الزعيزعة مولاه، و جمع العراقين للحجاج، و مصر و المغرب لعبد العزيز بن مروان، ثم لابنه عبد الله ابن عبد الملك. و كانت لعبد الملك رجله، و دهاء، و علم، إلا أنه كان مبخلا، فلما حضرته الوفاة جمع ولده، فأوصاهم بالإجماع و الألفة و ترك التباغي، ثم قال: يا وليد، إذا أنا مت فشمر و اتزر، و البس جلد النمر، ثم ادع الناس إلى

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 280
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست