responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 267

و لما علم ابن الزبير أنه لا طاقة له بالحرب دخل على أمه أسماء بنت أبي بكر، فقال: كيف أصبحت يا أمه؟ قالت: إن في الموت لراحة، و ما أحب أن أموت إلا بعد خلتين: إما أن قتلت فأحتسبك، أو ظفرت فقرت عيني. قال: يا أمه! إن هؤلاء قد أعطوني الأمان، فما ذا تقولين؟ قالت: يا بني أنت أعلم بنفسك، إن كنت على حق و إليه تدعو، فلا تمكن عبيد بني أمية منك يتلاعبون بك، و إن كنت على غير الحق، فشأنك و ما تريد. قال: يا أمه! إن الله ليعلم أني ما أردت إلا الحق، و لا طلبت غيره، و لا سعيت في ريبة قط، اللهم إني لا أقول ذلك تزكية لنفسي، و لكن لأطيب نفس أمي. ثم قال: يا أمه! إني أخاف إن قتلني هؤلاء القوم أن يمثلوا بي. قالت: يا بني، إن الشاة لا تألم للسلخ إذا ذبحت. قال: الحمد لله الذي وفقك، و ربط على قلبك! و خرج، فخطب الناس، فقال: أيها الناس! إن الموت قد أظلكم سحابة و أحدق بكم ربابه، فغضوا أبصاركم عن الأبارقة، و ليشغل كل امرئ قرنه، و لا يلهينكم التساؤل، و لا يقولن قائل أين أمير المؤمنين؟ إلا من سأل عني فإني في الرعيل الأول. ثم نزل فقاتل حتى قتل. و كان قتله في سنة 73، و له إحدى و سبعون سنة، و صلب بالتنعيم، فأقام ثلاثة و قيل سبعة أيام، ثم جاءت أمه أسماء بنت أبي بكر، و هي عجوز عمياء، حتى وقفت على الحجاج، فقالت: أ ما آن لهذا الراكب أن ينزل بعد؟ أما إني سمعت رسول الله يقول: إن في بني ثقيف مبيرا و كذابا، فأما المبير فأنت، و أما الكذاب فالمختار بن أبي عبيد، فقال: من هذه؟ فقيل: أم ابن الزبير فأمر به، فأنزل. و روى بعضهم أن الحجاج خطبها، فقالت: و هو يخطب عمياء بنت المائة؟ فقال: ما أردت إلا مسالفة رسول الله. و مر عبد الله بن عمر على عبد الله بن الزبير، و هو مصلوب، فقال: يرحمك الله، أبا خبيب، لو لا ثلاث كن فيك لقلت أنت أنت: إلحادك في الحرم،

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست