responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 262

علي بن أبي طالب، فدخل المسجد الحرام، فوضع رحلا، ثم قام عليه، فحمد الله و أثنى عليه، و صلى على محمد، ثم قال: شاهت الوجوه، يا معشر قريش، أ يقال هذا بين أظهركم و أنتم تسمعون و يذكر علي فلا تغضبون؟ ألا إن عليا كان سهما صائبا من مرامي الله أعداءه، يضرب وجوههم، و يهوعهم مأكلهم، و يأخذ بحناجرهم. ألا و أنا على سنن و نهج من حاله، و ليس علينا في مقادير الأمور حيلة، و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فبلغ قوله عبد الله بن الزبير، فقال: هذا عذرة بني الفواطم، فما بال ابن أمه بني حنيفة؟ و بلغ محمدا قوله، فقال: يا معاشر قريش و ما ميزني من بني الفواطم؟ أ ليست فاطمة ابنة رسول الله حليلة أبي و أم إخوتي؟ أ و ليست فاطمة بنت أسد بن هاشم جدتي و أم أبي؟ أ ليست فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم جدة أبي و أم جدتي؟ أما و الله لو لا خديجة بنت خويلد لما تركت في أسد عظما إلا هشمته، فإني بتلك التي فيها المعاب صبير. و لما لم يكن بابن الزبير قوة على بني هاشم، و عجز عما دبره فيهم، أخرجهم عن مكة، و أخرج محمد بن الحنفية إلى ناحية رضوى، و أخرج عبد الله بن عباس إلى الطائف إخراجا قبيحا، و كتب محمد بن الحنفية إلى عبد الله بن عباس: أما بعد، فقد بلغني أن عبد الله بن الزبير سيرك إلى الطائف، فرفع الله بك أجرا، و احتط عنك وزرا، يا ابن عم، إنما يبتلي الصالحون، و تعد الكرامة للأخيار و لو لم تؤجر إلا فيما نحب و تحب قل الأجر، فاصبر فإن الله قد وعد الصابرين خيرا، و السلام. و روى بعضهم أن محمد بن الحنفية صار أيضا إلى الطائف، فلم يزل بها، و توفي ابن عباس بها في سنة 68، و هو ابن إحدى و سبعين سنة، و صلى عليه محمد ابن الحنفية، و دفن عبد الله بن عباس بالطائف في مسجد جامعها، و ضرب عليه فسطاط، و لما دفن أتى طائر أبيض فدخل معه قبره، فقال بعض الناس: علمه، و قال آخرون: عمله الصالح.

نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب    جلد : 2  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست